الرئيسية / مقالات / 📰 الأسد قالها: مزارع شبعا لبنانية

📰 الأسد قالها: مزارع شبعا لبنانية

كتب طارق ترشيشي في صحيفة “الجمهورية” تحت عنوان ” ترامب يتملَّص من الوعود”: “يستمر قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل عرضة لكثير من التأويل حول أسبابه وأبعاده والخلفيات، في ظل مؤشرات تدل الى انّ الرئيس الاميركي يستعين على التملّص من وعوده لحلفائه غير القادر على الايفاء بها حتى الآن، بافتعال وعود وقرارات وجبهات جديدة واهية ووهمية تصرف الانظار عمّا يريدون، ولا تُسمن ولا تغني الموعودين عن جوع.

 

 

للوهلة الاولى ظنّ لبنان أنّ قرار ترامب في شأن الجولان سيشدد من ربقة الاحتلال الاسرائيلي على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر اللصيقة جغرافياً بهضبة الجولان، قبل ان يتنبّه الجميع الى انّ هذا القرار لا يعدو كونه تأييداً أميركياً إضافياً للاحتلال الاسرائيلي لهذه المنطقة المستمر منذ حرب حزيران 1967، فترامب ليس في إمكانه وهب أرض لا يملكها لمن لا يحق له ان يملكها.

 

 

ولكن هذا القرار، على رغم من ذلك، أثار مخاوف من احتمال ان يتسبّب بحرب في المنطقة، وتحديداً على الجبهة اللبنانية والسورية، خصوصاً انه يأتي في ظل تنامي الحديث عن توجّه لإطلاق مقاومة لتحرير الجولان في هذه المرحلة التي تتواصل فيها الغارات الجوية والصاروخية الاسرائيلية على العمق السوري، او في مرحلة لاحقة تكون فيها البلاد السورية قد استقرت في الحد الأدنى.

 

 

ولم يخف لبنان حذره ممّا يمكن ان يكون لهذا “القرار الترامبي” من انعكاسات او تداعيات على اراضيه المحتلة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، بحيث يمكن لإسرائيل أن تأخذ منه ذريعة لجعلها مشمولة بما ذهب اليه هذا من غايات وأهداف مضمرة او مكشوفة.

 

 

وإذ ذهب البعض الى القول انّ قرار ترامب سيدفع اسرائيل الى ترسيخ احتلالها للجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فإنّ لبنان يتصرف ازاء هذا الامر على اساس انّ هذا القرار لا مفاعيل قانونية له لأنه ليس صادراً عن الامم المتحدة او مجلس الامن الدولي أو اي من المنظمات والمؤسسات الاممية المعنية، وإنما هو قرار أصدره رئيس دولة حليفة لإسرائيل قد تكون دولته مؤيدة له، لأنها تدرك انّ ارض الجولان السوري محتلة وليست جزءاً من ارض فلسطين التي تحتلها اسرائيل وتدّعي أنها “أرض الميعاد” بالنسبة الى اليهود الذين تستجلبهم من كل أصقاع الدنيا الى فلسطين المحتلّة لتكريس «يهودية» كيانها المحتل.

 

 

وقرار ترامب، يقول احد السياسيين، لن يغيّر في المفاعيل القانونية الحاكمة للجولان السوري المحتل منذ العام 1974، والمتمثلة بقراري مجلس الامن الدولي 243 و338 اللذين تخضع لأحكامهما أيضاً مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية المشمولة برقعة عمل قوات حفظ السلام الدولية “الأندوف” المنتشرة في الجولان، وبقواعد الاشتباك المعمول بها بموجب القرارين الدوليين.

 

 

وهذه القوات سيجدد مجلس الامن فترة انتدابها قريباً، ما يعني انّ قرار ترامب لم يغيّر في الواقع القانوني للجولان قيد أنملة. علماً انّ الامم المتحدة ومجلس الامن والدول الاوروبية والعربية لم تعترف بقرار ترامب، وأكدت انّ الجولان أرض سورية محتلة.

 

 

كذلك، يضيف مسؤولون وسياسيون، انّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا محكومة ايضاً بإقرار سوري شفوي ورد على لسان الرئيس السوري بشار الاسد ومسؤولين سوريين آخرين بأنها أراضٍ لبنانية، وهي في لحظة ما ستكون مرتبطة بعملية ترسيم حدود ستجري بين لبنان وسوريا.

 

 

ويشير هؤلاء الى انّ هذه المزارع وتلال كفرشوبا ومعها بلدة الغجر (التي استعادها لبنان عام 2006 ثم عاودت إسرائيل احتلالها)، هي موضع توافق داخلي وإجماع وطني على لبنانيتها، وعلى أحقية لبنان في استعادتها او تحريرها من الاحتلال الاسرائيلي بكل الوسائل المتاحة من الديبلوماسية الى المقاومة واي عمل عسكري آخر مشابه. وانّ لبنان في هذه الحال يبقى محتفظاً بحقه في تحرير أرضه المحتلة وعدم إعطاء قرار ترامب أي مفاعيل قانونية تكرّس الاحتلال الاسرائيلي لها”.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …