ذكرت مصادر قريبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لصحيفة “الجمهورية”، انّه في ما يتعلق بحاكمية مصرف لبنان انما يقوم بواجبه، فهو يرى انّ هناك فراغاً سيحصل في هذه الحاكمية، ويعمل على تلافيه بتعيين حاكم جديد للمصرف المركزي، ولهذه الغاية دعا الى جلسة لمجلس الوزراء غداً لإجراء هذا التعيين، وإذا لم تنعقد الجلسة سيدعو الى جلسة أخرى الاثنين المقبل، فإذا لم يتوافر نصاب جلسة الغد او جلسة الاثنين فعندئذ على الجميع تحمّل المسؤولية.
غير انّ مصادر مشاركة في الاتصالات اكّدت لـ”الجمهورية” انّ نصاب اي من الجلستين لن يتوافر، ولذلك فإنّ حاكمية مصرف لبنان في هذه الحال ستؤول إلى النائب الاول للحاكم الدكتور وسيم منصوري التزاماً بقانون النقد والتسليف.
بدورها، كشفت صحيفة “الأخبار” أنه جرى التداول في عدد من الأسماء أمس، بينها ثلاثة مرشحين علنيين لرئيس الحكومة هم: كريم سعيد (شقيق النائب السابق فارس سعيد، وهو مقيم خارج لبنان ولديه أعمال في أوروبا) وسمير عساف (مصرفي مقرّب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طُرح اسمه أكثر من مرة لهذا المنصب) وكميل بو سليمان (مثّل القوات اللبنانية سابقاً كوزير للعمل، ويقول إنه يحظى بدعم أميركي لوصوله إلى منصب الحاكم). كما تردّد مساء أمس اسم الرئيس السابق لجمعية المصارف جوزيف طربيه كمخرج في حال رُفض المرشحون الثلاثة أو هم رفضوا المنصب، بذريعة أن لطربيه علاقات قوية بالقطاع المصرفي، ويمكن أن يتعاون في إدارة جديدة لمصرف لبنان وفق المقرّبين من ميقاتي.
واوضحت الصحيفة أن انعقاد الجلسة لن يكون مضموناً في ظل رفض حزب الله التعيين، وانضمام الوزير السابق سليمان فرنجية إلى هذا الموقف أيضاً. إلا أن ميقاتي اصطدم بإصرار بري ورفضه تسلّم منصوري مهام الحاكم حتى لو كان هذا ما ينص عليه قانون النقد والتسليف، كونه لا “يزال متخوفاً من انفجار كرة النار في وجه الحاكم الأول وتحميل مرجعيته السياسية كل الموبقات والتبرؤ من الانهيار ورميه كله على كاهل طائفة واحدة، مع وجود هواجس من وجود مخطط لتفجير الوضع حتى لو التزم النواب الأربعة سياسة سلامة بالحرف”.
كشفت أنّه نُقل عن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسا ودولاً أوروبية عدة تعتبر أي محاولة للإبقاء على الحاكم الحالي رياض سلامة في منصبه أمرًا مضرًّا بعلاقات لبنان معها وإشارة سلبية إزاء الإصلاحات المطلوبة، ولامبالاة بالإجراءات القضائية الأوروبية ضد الحاكم. كذلك كلّفت عواصم أوروبية سفراءها في لبنان إبلاغ المعنيين بأنها “لن تسكت على أي محاولة لإبقاء سلامة في منصبه”