الرئيسية / مقالات / يوم تضامنيّ عالميّ مع غزة والتهديدات الإسرائيلية تحدق بلبنان جلسة تشريعية على وقع القصف… والغدر بالقائد “جاهز”

يوم تضامنيّ عالميّ مع غزة والتهديدات الإسرائيلية تحدق بلبنان جلسة تشريعية على وقع القصف… والغدر بالقائد “جاهز”


كتبت صحيفة “نداء الوطن”: تتصاعد وتيرة الاشتباكات على الحدود الجنوبية في حين يصعّد الجانب الإسرائيلي تهديداته للبنان، وقصفه للقرى والبلدات الحدودية، بالتزامن مع استكمال حصار غزة وتدمير ما تبقى من مقوّمات الحياة فيها، فيما اعلنت وزارة الصحة في غزة حصيلة جديدة للقتلى بلغت 18205، وإصابة ما يقارب الـ49645.

وعد التمديد والغدر

في السياسة المحلية، وعلى وقع التطورات الميدانية المشتعلة على جبهة جنوب لبنان، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة تشريعية يوم الخميس ومن المتوقع أن يكون على جدول أعمالها بند التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون.

في السياق، أفادت معلومات خاصة ب”نداء الوطن” بأن تلك الجلسة لن تتوصل الى حلّ بشأن التمديد، وذلك بسبب اتفاق ضمني جرى بين الثنائي الشيعي والنائب جبران باسيل، المعارض للتمديد، ينصّ على ان تطول الجلسة و”تتفركش” قبل بند التمديد، فيما يستعاض عن ذلك بصيغة جرى الاتفاق عليها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تقضي بأن يتخذ مجلس الوزراء قراراً بالتمديد صار الطعن به جاهزاً لوقفه.

وبهذا السيناريو المفضوح يعتقد الرئيسان بري وميقاتي أنهما يكونان قد أرضيا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وكل من يؤيّد التمديد لقائد الجيش، فيما هما يغدران بكلّ التعهدات التي قطعاها في هذا الشأن.

يوم تضامني مع غزة

هذا التطوّر السياسي، خرق يوم الإقفال العام الذي شهده لبنان، على غرار غالبية دول العالم، في إطار يوم التضامن مع غزة من أجل الضغط لوقف الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس. حيث أُقفلت الدوائر الرسمية والخاصة والمدارس والجامعات، فضلاً عن عدد من الأسواق التجارية في بيروت وصيدا وعكار وطرابلس والنبطية.

التهديدات الإسرائيلية للبنان

كل تلك الحملات التضامنية والإضراب الشامل وشل الحركة في غالبية دول العالم، لم تحجب الأنظار عن التهديدات الإسرائيلية، اذ نال لبنان قسطاً جديداً منها أمس الإثنين، جاء أولها على لسان وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي اعتبر أنّ “حزب الله يُدرك جيّداً أنه إذا تجرّأ فسيكون الهدف التالي بعد حركة حماس في غزة، وسنُسوّي بيروت ولبنان بالأرض”.

وزير الدّفاع السابق وعضو حكومة الطوارئ بيني غانتس، صوّب بدوره سهامه نحو لبنان، إذ لفت في كلمة له إلى أنّ إسرائيل تُريد تغيير الواقع الحالي على الحدود مع لبنان”، مؤكداً “وجوب الضّغط على الحكومة اللبنانيّة لوقف هجمات حزب الله بدعم إيران، وإبعاده عن الحدود”.

وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اعتبر غانتس ان تزايد هجمات “حزب الله” يتطلب من إسرائيل إزالة أي تهديدات عن التجمعات السكانية الشمالية.

التصعيد في جنوب لبنان

على خط التوتر على الحدود الجنوبية، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض 8 صواريخ أطلقت من لبنان نحو منطقة الجليل الغربي، مشيراً الى سقوط صاروخين في منطقة غير مأهولة. وقد ردّ على الفور بقصف عدد من مناطق القطاع الغربي، بينها الناقورة وعلما الشعب وجبل اللبونة، كما واستهدف الاطراف الشرقية لبلدة الناقورة، والاطراف الشرقية لبلدة زبقين، منطقة الكسار، وأطراف بلدات يارين، مروحين، الجبين، شحين، وجنوب الخيام حي المسلخ.

أيضاً، استهدف الجيش الإسرائيلي أطراف بلدة الطيبة، ما أدى الى مقتل مختار البلدة حسين علي منصور، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش استهدافه مجموعة تابعة لـ”حزب الله” نفذت عمليات إطلاق صواريخ، مشيراً إلى تدمير أحد المواقع الّتي تمّ إطلاق النار منها.

الى ذلك، تبنّى حزب الله في سلسة بيانات، استهداف قوة ‏إسرائيلية متمركزة داخل منزل في مستعمرة المطلة بالأسلحة الصاروخيّة، وتجمّع مُشاة في حرج شتولا، كما واستهدف موقع البغدادي وتجمّعاً لجنود إسرائيليين وآلياتهم في محيطه، موقع حدب البستان، وموقع الراهب بصواريخ بركان، وثكنة برانيت بالقذائف المدفعيّة.

الفوسفور الأبيض

وفي تقرير خطير، أعلنت صحيفة “واشنطن بوست”، استخدام إسرائيل ذخائر الفوسفور الأبيض الّتي زودتها بها الولايات المتّحدة في هجوم تشرين الأول على جنوب لبنان، والذي أدّى إلى إصابة تسعة مدنيّين، فيما تقولُ جماعة حقوقيّة إنّه يجب التّحقيق فيه باعتباره جريمة حرب.

وبحسب الصحيفة، فإن صحافيّاً يعمل لديها عثر على بقايا 3 قذائف مدفعيّة عيار 155 ملم أُطلقت على الديرة، بالقرب من حدود إسرائيل، ما أدّى إلى حرق 4 منازل على الأقلّ.

تقرير واشنطن بوست لاقى رداً أميركياً سريعاً، إذ أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، عن قلق الولايات المتحدة إزاء تلك التّقارير، مشيراً إلى أنّ بلاده ستسعى للحصول على مزيدٍ من المعلومات بشأن هذه المسألة.

تضارب معلومات واتفاقات

وفي ما يتعلق بالمعلومات الصحافية التي تحدثت عن اتفاق وشيك بين حزب الله وإسرائيل، أفادت معلومات لـ”العربية” و”الحدث”، بأنّ إسرائيل أبلغت الوسطاء الدوليّين شروطها بشأن الوضع في لبنان، مرجّحة التوصّل لاتفاقٍ وشيك في هذا الشأن.

ووافقت إسرائيل، وفقاً للمصادر نفسها، على أن يبقى لحزب الله بعض مواقع الرصد المشتركة مع الجيش اللبناني ومع قوّات فرنسيّة في جنوب لبنان، وتحديداً جنوب نهر الليطاني، مشددةً على ضرورة أن ينتشر الجيش اللبناني على الحدود مع لبنان “بكل النقاط”، وأن تكون معه قوات فرنسيّة وذلك ضمن إطار “قوات دوليّة”، مؤكدةً ضرورة حصر السلاح بيد الجيش في منطقة جنوب نهر الليطاني.

وأكدت المصادر وجود “ضمانة أميركية” بألا تقوم إسرائيل بأي عملية أو اعتداء على الجنوب، كما تم اقتراح انتشار قوات أميركية على الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وفي الإطار نفسه، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الى إنّ إسرائيل منفتحةٌ على إمكان التّوصُّل إلى اتفاقٍ مع حزب الله شرط أن ينصّ على منطقة آمنة عند الحدود وعلى ضمانات مناسبة.

شاهد أيضاً

قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية

  إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد …